الحضارة
سبق وريادة وتجديد
اهتمت الدولة الإسلامية في عهد الخلافة الراشدة والأموية والعباسية بالعلوم والمدنية كما اهتمت بالنواحي الدينية فكانت الحضارة الإسلامية حضارة تمزج بين العقل والروح، فامتازت عن كثير من الحضارات السابقة. فالإسلام دينٌ عالمي يحض على طلب العلم وعمارة الأرض لتنهض أممه وشعوبه، وتنوعت مجالات الفنون والعلوم والعمارة طالما لا تخرج عن نطاق القواعد الإسلامية؛ لأن الحرية الفكرية كانت مقبولة تحت ظلال الإسلام، وامتدت هذه الحضارة القائمة بعدما أصبح لها مصارفها وروافدها لتشع على بلاد الغرب وطرقت أبوابه، وهذه البوابة تبرز إسهامات المسلمين في مجالات الحياة الإنسانية والاجتماعية والبيئية، خلال تاريخهم الطويل، وعصورهم المتلاحقة.
ملخص المقال
هناك حقيقة أثبتها التاريخ هي أن الاهتمام بالعلم لم يكن مقصورًا على تلك الشعوب التي عاشت في زمن المدنية والحضارة؛ بل كان محلَّ اهتمام الشعوب البدائية
أنواع العلوم:
قبل الحديث عن مكانة العلم والدور الذي يُقَدِّمُه في طريقة التواصل بين الحضارات والشعوب، يجدر بنا أن نُوَضِّح أنَّ كلمة العلم تشمل كلَّ علمٍ نافعٍ يهدف إلى خير الدنيا وعمارة الأرض، وكلَّ علمٍ يهدف إلى صلاح الناس، والقيام السليم بواجبات الخلافة البشريَّة على هذا الكوكب، وتنقسم العلوم إلى قسمين كبيرين؛ هما: العلوم العقائديَّة، والعلوم الحياتيَّة.
أمَّا العلوم العقائديَّة؛ فهي العلوم التي تَعْرِف بها كلُّ حضارةٍ الإله الذي تعبده، وتشمل كلَّ العلوم المتعلِّقة بدراسة الدين والعقيدة، وهذه ليست من المشتركات الإنسانيَّة العامَّة؛ إذ لكلِّ حضارةٍ دينٌ ومعتقدٌ تُؤمن به، ليس لأحدٍ إكراهها على تركه واعتناق غيره، وهو ليس محلَّ دراسةٍ هنا.
أمَّا النوع الآخر من أنواع العلوم فهو العلوم الحياتيَّة؛ ويُقصد بالعلوم الحياتيَّة تلك العلوم النافعة التي يحتاج إليها الإنسان ليُصلح بها حياته، ويُعَمِّر بها أرضه، ويستكشف بها كونه وبيئته.. وذلك مثل علوم الطب، والهندسة والفلك، والكيمياء والفيزياء، والجغرافيا وعلوم الأرض، والنبات والحيوان.. وغير ذلك من العلوم المشابهة، وهذا النوع من العلوم أدَّى دورًا بارزًا كنقطة تواصلٍ لتحقيق المصالح المشتركة بين الشعوب على نحو ما سنُوَضِّحه.
مكانة العلم:
الشعوب البدائية:
هناك حقيقة أثبتها التاريخ هي أنَّ الاهتمام بالعلم لم يكن مقصورًا على تلك الشعوب التي عاشت في زمن المدنيَّة والحضارة؛ أي: قبل أربعة آلاف سنة تقريبًا؛ بل كان محلَّ اهتمام الشعوب البدائيَّة التي عاشت في عصور ما قبل التاريخ؛ فلولا العلم وإعمال الفكر ما استطاع الإنسان البدائي أن يقضي حاجته من الطعام والشراب وغيرها من الضروريَّات التي بها يكون قِوَام الحياة، ولقد حرص الإنسان في بدايات وجوده على الأرض أن ينقل تراث قبيلته إلى أبنائه، وما تراث القبيلة إلَّا مجموعة الأنظمة والعادات الاقتصاديَّة والسياسيَّة والعقليَّة والخلقيَّة، التي تَعَلَّمها ومارسها على مدار السنوات، وإنَّنا لو أحصينا أسس المدنيَّة ومقوِّمَاتها لوجدنا أنَّ الأمم قد أدركتها ثُمَّ بقي أن تُدْرِكَ الكتابة، ثُمَّ ظهر علم الكتابة منذ أكثر من أربعة آلاف سنة قبل الميلاد[1].
وكانت الكتابة في بدايتها -كما لا تزال عند أهل الصين واليابان- ضربًا من الرَّسم؛ أي: كانت ضربًا من الفنِّ؛ فكما أنَّ الإنسان كان يستخدم الإشارات حين كانت تتعذَّر عليه الكلمات، فكذلك استخدم الصور لينقل أفكاره؛ فكلُّ كلمة وكلُّ حرفٍ ممَّا نستعمله اليوم كان فيما سبق صورة[2]، ولعلَّ أهمَّ ما يُمَيِّز إنسان العصور البدائيَّة استعمال عقله وفكره فيما يُصلح به أمور حياته وأغراضه الشخصيَّة أو الجماعيَّة؛ فكان اختراع الكتابة، واكتشاف النار، واستحداث أدوات الصيد والقتال، وابتكار الفنون، والزراعة، والقوت، والطهي، وصناعة أدوات الصيد والسماكة، وبناء الأكواخ، واستخدام الطين اللبن.
كما ظهرت وسائل اللهو لدى الشعوب البدائيَّة؛ فمن وسائل اللهو المحبَّبة إلى الإسكيمو أن يذهبوا إلى أماكن وعرة مهجورة، ثُمَّ يتسابقون هناك في ابتكار الوسائل التي يُواجهون بها ضرورات الحياة التي ليس لديهم ما يستعينون عليها به من أدوات[3].
الحضارات المدنية:
هذا عن الإنسان البدائي فما بالنا بإنسان المدنيَّة والحضارة، إنَّه بلا شكٍّ جعل للعلم مكانته وأولويَّته؛ فالمـُتَتَبِّع لسير الحضارات القديمة -مثلًا- يجد أنَّها ارتقت بعلمائها فسادت العالم قرونًا طويلة، ولعلَّ أشهر هذه الحضارات الحضارة الصينيَّة، والرومانيَّة، والفارسيَّة، واليونانيَّة، والمصريَّة القديمة، والهنديَّة، والحضارة الإسلاميَّة، ولقد قَدَّمَتْ هذه الحضارات منجزات حضاريَّة عظيمة في مجالات العلوم والصناعة لا يُنكرها أحد؛ كالطب والفلك والصيدلة، والهندسة والفيزياء، والرياضيَّات والاكتشافات الجغرافيَّة، والطباعة واختراع الكتابة والورق، وغيرها من مجالات العلوم المختلفة.
وربَّما كان الدافع الأوَّل لهذا الاهتمام لدى هذه الحضارات ذلك النتاج الفكري والثقافي لمفكِّرِي هذه الحضارات ومُثَقَّفِيهَا، الذين شَجَّعُوا العلم بحِكَمِهم وأقوالهم، وأقاموا مجالسهم لجمع طلبة العلم والثقافة من كلِّ مكان، وبلا شكٍّ كان لهذا الأسلوب كبير الأثر في تغيير ثقافة المجتمع نحو التقدُّم والرقي.
فالحضارة الصينيَّة -مثلًا- ترتقي بمُعَلِّمِهَا الأوَّل كونفوشيوس وتجعله "مُعَلِّمَ الجنس البشري وأعظم مُعَلِّم أنجبته العصور"[4]. وكانت تعاليمه هي المدرسة الأولى التي تخرَّج فيها مفكِّرُو الحضارة الصينيَّة التي جمعت آلاف الطلاب، ومن تعاليمه: على الإنسان أن يطلب العلم ولا يشبع.
ويقول: سَلِّحْ عقلك بالعلم خيرٌ من أن تُزَيِّنَ جسدك بالجواهر.
الديانات السماوية:
وقد اهتمَّت الديانات السماويَّة بالعلم اهتمامًا كبيرًا، ووردت في الكتب المقدَّسة ما يحثُّ كثيرًا على العلم، وكان أوَّل ما نزل من القرآن على الرسول محمَّد صلى الله عليه وسلم: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ) [العلق: 1-5]. يقول الله تعالى في القرآن: (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ) [فاطر: 28]. وقال سبحانه -أيضًا-: (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الأَلْبَابِ) [الزمر: 9].
وقد وردت أحاديث نبويَّة شريفة عن رسول الله محمَّد صلى الله عليه وسلم تحثُّ على العلم والاهتمام به، منها: عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَطْلُبُ فِيهِ عِلْمًا سَلَكَ اللَّهُ بِهِ طَرِيقًا مِنْ طُرُقِ الْجَنَّةِ، وَإِنَّ الْمَلاَئِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا رِضًا لِطَالِبِ الْعِلْمِ، وَإِنَّ الْعَالِمَ لَيَسْتَغْفِرُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ، وَالْحِيتَانُ فِي جَوْفِ الْمَاءِ، وَإِنَّ فَضْلَ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ عَلَى سَائِرِ الْكَوَاكِبِ، وَإِنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الأَنْبِيَاءِ، وَإِنَّ الأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا وَلاَ دِرْهَمًا وَرَّثُوا الْعِلْمَ، فَمَنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ"[5].
وفي سفر الأمثال: "قائلةً: إلى متى أيُّها الجهَّال تحبُّون الجهل، والمستهزئون يسرُّون بالاستهزاء، والحمقى يبغضون العلم؟"[6]. وفيه -أيضًا-: "إِذَا جَاءَ خَوْفُكُمْ كعاصفةٍ، وأتت بليَّتكم كالزَّوبعة، إذا جاءت عليكم شدَّةٌ وضيقٌ، حينئذٍ يدعونني فلا أستجيب، يُبَكِّرُونَ إِلَيَّ فلا يجدونني؛ لأنَّهم أبغضوا العلم ولم يختاروا مخافة الرَّبِّ"[7]. وفي سفر يشوع بن سيراخ: "إنَّ العلي ألهم النَّاس العلم؛ لكي يُمَجَّد في عجائبه"[8].
العلم مشترك إنساني عام:
واللافت للنظر أنَّ تلك الحضارات ارتقت في أوقات متقاربة ومتزامنة، وكان العلم وسيلةً مهمَّةً من وسائل التواصل بينها، فكان ينظر إلى الهند -مثلًا- حتى من روما القيصريَّة على أنَّها أمهر الأمم جميعًا في صناعات كيماويَّة؛ مثل: الصباغة، والدبغ، وصناعة الصابون، والزجاج، والأسمنت، كما أنَّ الفرس قد نقلوا بدورهم عن الهند سِرَّ صناعة السيوف الدمشقيَّة[9].
ونجد أنَّ فولتير (Voltaire) وهو أحد ممثِّلي الحضارة الأوربيَّة يُثني بِشِدَّة على الحضارة الصينيَّة؛ فيقول: "لقد دامت هذه الإمبراطوريَّة أربعة آلاف عام دون أن يطرأ عليها تغيُّر يُذكر في القوانين، أو العادات، أو اللغة، أو في أزياء الأهلين... وإنَّ نظام هذه الإمبراطوريَّة لهو في الحقِّ خير ما شهده العالم من نظم"[10].
وأمَّا الحضارة الفارسيَّة فكان لها اهتمامٌ خاصٌّ بالعلم؛ لذلك قَدَّمَتْ حضارةً علميَّةً لا يُستَهان بها، وكان أبرز ما عُرِفَت به الحضارة الساسانيَّة علم نظم الإدارة والتنظيمات السياسيَّة، وقد نَقَلَتْ عنهم كثيرٌ من أمم الأرض -بما فيهم المسلمون- هذه النظم والعلوم.
وأمَّا الحضارة المصريَّة القديمة فجعلوا للعلم نصيبهم الأكبر؛ حيث يُعَدُّ أعظم ما قام به المصريُّون الأولون من جهودٍ حضاريَّةٍ هو اختراع الكتابة؛ وسواءٌ أكانوا هم أوَّل من اخترعها، أم سبقهم في ذلك السومريُّون أو الصينيُّون فهذه مسألةٌ موضع جدل ونظر، ولكنَّهم على أيَّة حال اخترعوها مستقلِّين عن غيرهم.
وبالنسبة إلى الحضارة اليونانيَّة فقد عُرِفُوا بالتقدُّم العلمي مبكرًا في تاريخ الحضارة الإنسانيَّة؛ إذ يذكر ول ديورانت (Will Durant) في قصَّة الحضارة أنَّ العصر الذهبي للحضارة القديمة كان عند اليونان؛ حيث ظهر النشاط الثقافي في ثلاثة أشكالٍ رئيسة؛ هي: الفن، والتمثيل، والفلسفة، ونشط فيهم علماء كثيرون، وكان عصر (بركليس) تحديدًا هو عصر النهضة البارزة علميًّا على مختلف مجالات العلوم[11].
أمَّا بخصوص الحضارة الإسلاميَّة فقد قَدَّمَتِ الكثير والكثير للإنسانيَّة كلِّها، ولم تكن إنجازاتها مقصورة على أبناء ديانة معيَّنة أو جنسٍ بعينه فقط، بل شملت كلَّ مَنْ عاش في كنفها مسلمًا كان أو غير مسلم، عربيًّا كان أو غير عربي؛ ممَّا يُعطي انطباعًا بأنَّها حضارةٌ إنسانيَّةٌ جامعة.
ولعلَّ من أبرز إنجازات المسلمين الحضاريَّة كانت الحضارة العلميَّة؛ حيث حفظت للعالَم تراث البشريَّة في هذا المجال، عندما ترجم رُوَّاد الحضارة الإسلاميَّة ما وصل إليهم من كتب اليونانيِّين والفرس والهنود والصينيين، ولكنَّهم لم يكتفوا بذلك، بل نقدوا وصوَّبُوا، ثُمَّ ابتكروا وأبدعوا في مجالات العلوم والفنون والآداب؛ ليُسَطِّروا بعد ذلك في مسيرة الإنسانيَّة تاريخًا ناصعًا مشرِّفًا، وحلقةً مهمَّةً من حلقاتها، لا يُمكن تجاهلها.
ممَّا لا شَكَّ فيه أنَّ هذه العلاقة بين الحضارة والعلم ليست في الحضارات القديمة فقط؛ فالولايات المتحدة الأميركيَّة -مثلًا- لم تتفوَّق على دول العالم لقوَّتها العسكريَّة فقط، بل ومع اعترافنا بقدرة الآلة العسكريَّة الأميركيَّة إلَّا إنَّ أهمَّ ما يُميِّز النهضة الأميركيَّة أنَّها نهضةٌ شاملةٌ قِوَامها العلم، فهو بمثابة القاعدة التي ارتكزت عليها هذه النهضة.
وتجربة اليابان الحديثة تُوَضِّح لنا السبيل الذي أَدَّى إلى هذه الإنجازات العلميَّة والتقنيَّة والاقتصاديَّة، الذي جعلها قدوةً ونموذجًا لمعظم دول شرق آسيا، أَلَا وهو الاهتمام بالعلم وتشجيع العلماء، وتبنِّي نظريَّاتهم وأفكارهم، وترجمتها إلى واقعٍ عملي.
وعلى غرار التجربة اليابانيَّة كانت التجربة الكوريَّة الجنوبيَّة، واللافت في تلك التجربة هو الدور المحوري للعلم فيها؛ فلقد أدركت كوريا مبكرًا أنَّه لا أمل لنهضتها إلَّا بتحقيق طفرةٍ علميَّةٍ وتكنولوجيَّةٍ تُمكِّنها من تعويض افتقارها الشديد للموارد الطبيعيَّة.. كما أنَّ من أهمِّ الدروس الجليَّة التي يُمكن استخلاصها من النهضة العلميَّة لكوريا الجنوبيَّة -أيضًا- عملها بقاعدة: البداية من حيث انتهى الآخرون، وقد قادتها هذه القاعدة إلى اتِّباع سياسة نقل التقنية الحديثة، ثُمَّ دراستها والاستفادة منها، وأخيرًا تطوير هذه التقنية وسبقها[12].
إنَّ كل ما سبق يجعلنا نُقَرِّرُ أنَّ العلم كان مشتركًا إنسانيًّا عامًّا بين اهتمامات تلك الحضارات، التي عندما انتهج محرِّكُوها منهج العلم وأخذوا بأسبابه ارتقت في مدارج السماء، لتصبح شعلةً تُضيء سماء الإنسانيَّة، وعلى العكس؛ فعندما حاد محرِّكُو تلك الشعوب والأُمَم عن الاهتمام بالعلم، وانتهجوا منهج الجهل والخرافات- فإن هذا يقود الأُمَّة إلى الانهيار، ولعلَّ أبرز دليلٍ على ذلك ما وصلت إليه أوربَّا في القرون الوسطى، فمع السيطرة الكنسيَّة على مقاليد الأمور في أوربَّا الغربيَّة كلِّها ساد الجهل وعمَّت الخرافة، فقد ارتكبت الكنيسة الكاثوليكيَّة أكبر الجرائم الإنسانيَّة عندما حاربت المخالفين لها باسم الدين والإله، فأعلنت الحرب على كلِّ فكرٍ خارجٍ عن إرادة الكنيسة، فحاربت العلم والعلماء وأذلَّتْهم وأحرقتهم، وأقامت لهم محاكم التفتيش، وصادرت كتبهم وأحرقتها، وأصدرت منع القدَّاس والغفران عن كلِّ مَنْ يعتقد بآرائهم وأقوالهم، وأشهرهم العالم الفلكي الشهير جاليليو والمصلح يان هوس.. وغيرهم كثير، لقد خرجت الكنيسة عن معاني الفطرة الإنسانيَّة بتشجيعها الجهل وتخويف الناس من العلم، وهذا منافٍ للفطرة السليمة التي تُشَجِّع العلم والاستنارة، وإعمال الفكر والتدبُّر في الطبيعة، والإنسانُ بطبعه يقبل العلم ويُشجِّعه؛ فالعلماء هم ورثة الأنبياء والمرسلين، وأكثر الناس معرفة بالإله الخالق.
المصدر:
كتاب المشترك الإنساني.. نظرية جديدة للتقارب بين الشعوب، للدكتور راغب السرجاني.
[1] ول ديورانت: قصَّة الحضارة 1/9، بتصرف.
[2] المرجع السابق، ص131.
[3] ول ديورانت: قصة الحضارة، ص24.
[4] كامل سعفان: معتقدات آسيوية، ص270.
[5] أبو داود: كتاب العلم، باب الحث على طلب العلم (3641)، والترمذي (2682)، وابن ماجه (223)، وأحمد (21763)، والدارمي (342)، وابن حبان (88)، قال الألباني: صحيح. انظر: صحيح الجامع (6297).
[6] سفر الأمثال 1/22.
[7] سفر الأمثال 1/ 27-29.
[8] سفر يشوع بن سيراخ 38/6.
[9] ول ديورانت: قصة الحضارة 3/240.
[10] ول ديورانت: قصـة الحضارة 4/9.
[11] ول ديورانت: قصة الحضارة 7/174.
[12] راغب السرجاني: العلم وبناء الأمم.. دراسة تأصيلية في بناء الدولة وتنميتها، ص430-453.
التعليقات
إرسال تعليقك